Kamis, 18 Februari 2010

المكي و المدني في القرأن

بقلم : بارتاهيان مادنالى باكباهن
لم ينزل القرأن على رسول الله صلى الله عليه وسلم دفعة واحدة, بل نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم منجما –مفرقا- بواسطة جبريل عليه السلام مدة عشرين سنة فى زمان و مكان مختلف, سواء كان ذلك بسبب من الاسباب او بدون السبب. ورواه النسائي عن ابن عباس قال: "أنزل القرأن جملة واحدة الى سماء الدنيا ليلة القدر, ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة, ثم قرأ "ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا. وقرءانا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا". (الإسراء: 106)
بهذا الحال يتأثرأحوالا كثيرة في الأصولية من قضية الإيمانية أو أحكام الفقهية أو السلوكية, و الفروعية من عملية تتعلق بمصلحة الأمة الإجتماعية, ولاسيما فى قواعد الفقهية أو اللغوية أو استنباط الأحكام الشرعية لأن الأية التى نزلت في اول الأمر ثم جائت ثانية ناسخة لتلك الأول تحتاج إلى معرفة اسباب النزول ومكانة النزول من مدنيتها أو مدنيتها وزمان النزول لتحصيل الأحكام الصحيحة. من أجل كثرة أهميته هذب علماء التفسير موضوعا فى ذلك ترتيبا وتسهيلا على إستنباط الاحكام الشرعية.
فأي أية أو سورة في القرأن الكريم نزلت قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم فيسمونها بالمكية, وعلى عكس ذلك يسمون الأية أو السورة التى نزلت بعد هجرة الرسول بالمدنية وإن كانت نزلت فى مكة المكرمة أو حولها أو فى مكان أخر.
نظرا في ذلك نعرف أن الزمان وهو وقت هجرة الرسول مطلب اول على تفريق بين المدنية والمكية, ولكن على رأي أخر يختارون المكان ثباتا لمدني او مكي القرأن, فما نزلت في المدينة يطلقون عليها بالمدنية, وما نزلت في مكة يطلقون عليها بالمكية. وإذا كان الحال على ذلك فكيف الأية التى نزلت فى غير المدينة أو مكة؟. ثلاث ايات من سورة الصفات مثلا (164-166) التي نزلت لا في المدينة ولا في مكة حتى لا فى السماء ولا في الأرض, وقد نزلت بين السماء والأرض في ليلة المعراج.
وذلك يعرف من منهج السماعى النقلى إعتمادا على الحديث او الصحابة الذين عاصروا الوحي, وليس كل اية تعرف مكان نزولها و زمانها, لذلك دقق العلماء نظرا في اسلوب المكي و المدني و خصائصهما, فالأية التى تقص على أخبار الأمم السابقةأو قضية الايمانية من الألوهية أو إثبات الجنة و النار أو العذاب و النعمة أو من احوال الغيوب تدخل تحت أسلوب أيات المكية. والخلاصة إن أية أو سورة المكية تتعلق بالعقيدة اللإيمانية لله تعالى. وقد هذب العلماء وخرج أياتها تحت كتب التفسير و يسمونها بتفسير أيات العقيدة
أحكام الشريعة الإسلامية غالبا تدخل تحت أيات المدنية, ومن أسلوبها كما ذكره علماء التفسير ذكر الأمر بالعبادة والنهي عن مبطلاتها كأية الوضوء و الصلاة والزكاة والصوم والحج وغير ذلك. أيات المعاملة تدخل تحت المدنية أيضا, منها أيات الرباء و أيات البيوع الصحيح الجواز أو الباطل كما بينه فقهاء العلماء, وكذلك أيات اللديات والكفارة. وكل سورة يذكر فيها المنافقون كسورة البقرة فهي مدنية وكذلك ذكر عن كشف سلوكيتهم وسوء نية اعمالهم.
والحاصل إن ذكر العبادات والمعاملات والحدود ونظام الأسرة والسيسة الدولية خصائص المدنية. وقد ألف العلماء كتب التفسير خاصة على بحث ذلك, ويسمونها بتفسير أيات الأحكام. معرفة المكي و المدني أمر ضروري لطالب الجامعي حتي يستطيع أن يستنبط الأحكام ويضعها في مكانها ولا سيما داعي الأسلام, فنزول الأية بالمدنية و المكية مناهج لسلوكية الدعوة, فيعرف ما هو الأولى في التبليغ, يقدم ما هو الحق للتقديم ويأخر ما هو الحق للتأخير.
والله أعلم بالصواب

0 comments:

Posting Komentar

 

My Blog List

Followers